هل يمكن للمبرمج أو المصمم أن يصبح مدير منتج؟

هل يمكن للمبرمج أو المصمم أن يصبح مدير منتج؟


الإجابة المختصرة لكل مبرمج أو مصمم عن إمكانية التحول لتخصص إدارة المنتج هي نعم, ولكن لماذا وكيف وماهي التحديات والحلول لها, هذا ما سوف نستعرضه في هذه المقالة.

المحتوى:

  1. فرصة مدير المنتج في سوق العمل.
  2. من هو مدير المنتج.
  3. الخلفية المعرفية السابقة لمدير المنتج.
  4. أهم مهارات مدير المنتج.
  5. نقاط القوة والضعف للمبرمج والمصمم.
  6. تحديات التحول لمدير المنتج.
  7. خطة الإنتقال لتخصص إدارة المنتج.
  8. خلاصة مهمة.

المقدمة:

نتحدث هنا عن كلٍ من المبرمج والمصمم اللذان يعملان على تصميم وبرمجة التطبيقات المختلفة من تطبيقات ويب أو تطبيقات أنظمة التشغيل أو الأجهزة المحمولة أو حتى الأنظمة الإلكترونية وأنظمة التحكم وما إلى ذلك من تطبيقات رقمية وتكنلوجية.

الكثير من المبرمجين والمصممين يرغبون بتغيير تخصصهم لأسباب عديدة يصعب سردها هنا ومناقشتها لكثرة الأسباب وتعدد وجهات النظر حول ذلك.

ولكننا سنقفز مباشرة للإجابة عن السؤال المهم وهو كيف أنتقل هذه النقلة النوعية في مسيرتي المهنية وهل هذا يستحق العناء.

والخبر السعيد أنني كنت في مكانك قبل بضع سنوات كمبرمج محترف, واليوم أنا لست فقط مدير منتج بل أكثر من ذلك فأنا مستشار للعديد من الشركات الكبيرة والصغيرة ومدرب في عدة حاضنات أعمال وأكتب عن إدارة المنتج ليس فقط بالنقل من أناس آخرين وإنما بإضافة تجاربي وخبراتي التي أكتسبها يومياً.

إذاً هل أنت جاهز؟؟ هيا لنبدأ معاً.

فرصة مدير المنتج في سوق العمل:

بشكل عام هل لمدير المنتج فرصة حالية ومستقبلية؟ وهل هذا المنصب الوظيفي يستحق العناء للإنتقال إليه؟ إليك الإجابة.

بحسب تقرير أصدرته Product School فإن الطلب على مدراء المنتج في أوج إرتفاعه اليوم وسيبقى في إزدياد مستقبلاً ضمن مختلف أنواع الشركات وأحجامهما وتخصصاتها.

وسبب ذلك يعود إلى وعي الشركات بأن المنتج الأفضل هو الفائز في ظل الأزمات الإقتصادية الحالية والمستقبلية, وهذا يحتاج لمدير منتج مخضرم لكي يشرف على بناء ذلك المنتج المذهل.

أمّا متوسط راتب مدير المنتج في المنطقة العربية في شركات مثل نون و تجوال وكريم وغيرهم فهو حوالي 25 ألف درهم إماراتي شهرياً وذلك بحسب glassdoor.com.

ولو نظرنا للمملكة العربية السعودية فهو أيضا حوالي 20-25 ألف ريال سعودي شهرياً بحسب أيضاً glassdoor.com.

أحياناً تكون هذه الأرقام مبالغ فيها وفي بعض الأحيان يمكن اعتبارها متواضعة لأن الموضوع يعتمد على عدد سنوات الخبرة والتخصص والشركة التي تعرض العمل.

ولكن بالعموم يمكننا الإستنتاج بكل وضوح بأن دور مدير المنتج ليس بالدور ذو الراتب المنخفض, بل ربما هو من أعلى الرواتب بين أعضاء الفريق في الحالة العامة.

يمكنك أيضاً التأكد بنفسك حول حجم الطلب على مدراء المنتج بالبحث ضمن LinkedIn ورؤية الوظائف المعروضة ضمن المنطقة العربية وغيرها من المناطق لو كنت ترغب بالعمل مع الشركات الأجنبية.

ولا ننسى فرصة العمل عن بعد مع شركات أوربية وأمريكية, رغم أن السوق المفتوح يعتبر تنافسي في فرص العمل والشخص الأفضل هو من يفوز بالوظيفة, إلا أن الوظائف المعروضة أيضاً كثيرة جداً.

طبعاً حينها لا ننسى أن السوق الأوربي والأمريكي يتميز بفارق العملة وارتفاع متوسط الراتب ليصل إلى ما يقارب 125 ألف دولار سنوياً.

وأخيراً أرغب بطرح تجربتي الشخصية مع أغلب الشركات التي أقدم لها إستشارات في مجال إدارة المنتج الرقمي, وأكاد أجزم أن جميعهم أخبروني بصعوبة إيجاد مدير منتج جيد ويمكنه إستلام الدفّة وقيادة المنتج.

من هو مدير المنتج:

قبل البدء بقراءة هذه المقالة, أفترض أن لدى القارئ العزيز فكرة ولو بسيطة عن ماهية عمل مدير المنتج, ولذلك بنى عليها نيته بالتحول إلى هذا التخصص.

ولكن رغم ذلك لا بد لي من التعريف مرة أخرى بإدارة المنتج ومن هو مدير المنتج وما هي أنواع مدراء المنتج, لأن ذلك يضمن أرضية مشتركة بيننا بحيث يمكننا الإرتكاز عليها في الأجزاء المقبلة.

لذلك أنصح بشدة بالرجوع لهذه المقالات قبل المضي قدماً:

  1. ما هو مفهوم إدارة المنتجات الرقمية.
  2. من هم أنواع مدراء المنتجات الرقمية.
  3. كيف ترى الشركات أهميّة إدارة المنتج الرقمي.

الخلفية المعرفية السابقة لمدير المنتج:

لنتسائل قليلاً هنا عن مدير المنتج في أول مشواره, ماذا كانت خلفيته المعرفية قبل أن يصبح مدير منتج.

بعض مدراء المنتجات يبدؤون مشوارهم المهني من الصفر كمدراء منتج مبتدئين ومن ثم يطورون مهاراتهم في المجال, ولكننا هنا لا نتحدث عنهم, بل نتحدث عن مدراء المنتج الذين إنتقلو من تخصص سابق إلى تخصص إدارة المنتج.

الخلفية المعرفية السابقة من أهمها على سبيل المثال وليس الحصر:

  1. بناء أو تصميم البرمجيات.
  2. إدارة المبيعات.
  3. إدارة التسويق.
  4. الإدارة المالية.
  5. إدارة الأعمال.
  6. ريادة الأعمال.

أي أنك لو كنت متخصص بأحد التخصصات أعلاه (وليس كلها) فأنت تمتلك الفرصة لتكون مدير منتج محترف.

أهم مهارات مدير المنتج:

إن أهم المعارف الأساسية لدخول عالم إدارة المنتج هي:

  1. أساسيات المنهجية الرشيقة.
  2. أساسيات إدارة المشاريع والمهام والأولويات.
  3. أساسيات المنهجية اللينة Lean-Startup.
  4. أساسيات ترتيب وقيادة الإجتماعات.
  5. فهم الأدوار ومسؤولياتهم في الشركات الرقمية (مصمم, مبرمج , محلل أعمال, تجربة مستخدم, دعم ..الخ).
  6. فهم مخطط الاعمال Business Canvas.
  7. فهم خطة العمل Business Plan.
  8. أساسيات التفكير التصميمي Design Thinking.
  9. كتابة المستندات الخاصة بالمنتج المختلفة.
  10. رسم المخططات الذهنية Mind-map.
  11. ملفات الإكسل وقرائتها وفهمها والتعديل عليها.

أما المهارات الناعمة المطلوب توفرها في مدير المنتج فهي:

  1. جودة في التواصل مع الآخرين.
  2. قدرة على قيادة جلسات العصف الذهني.
  3. الذكاء العاطفي.
  4. الشخصية الإدارية.
  5. الشخصية المنضبطة.
  6. المرونة والإنفتاح للآخرين.
  7. التفكير الإستراتيجي.

ولدينا الآن المهارات الإضافية التي تستطيع من خلالها أن تتميز عن الآخرين:

  1. فهم كيفية بناء الكود (البرمجية) ولو بشكل أساسي.
  2. معرفة جيدة بتجربة المستخدم.
  3. معرفة جيدة بتصميم الواجهات.
  4. قدرة على قراءة وفهم الجداول المالية.
  5. قدرة على فهم الخطط التسويقية.
  6. القدرة على تنفيذ أبحاث السوق أو التعاون فيها Market Research.

نقاط القوة والضعف للمبرمج والمصمم:

مما سبق, نرى أن المبرمج أو المصمم له الأفضلية ببعض النقاط على غيره حتى قبل أن يبدأ بتعلم إدارة المنتج.

نقاط القوة:

  1. عنده فهم جيد عن كيفية بناء المنتج الرقمي وعمله وأداءه التقني.
  2. عنده ممارسة ممتازة مع توزيع المهام وإدارتها واحتساب وقتها وكلفتها.
  3. عنده تواصل مسبق مع فريق المنتج ويعرف كيف يفكر كل عضو من أعضاء الفريق.
  4. عنده فهم جيد لأدوار الأعضاء في الفريق.
  5. يمكنه تصور حجم التعديلات وتعقيدها التقني.
  6. يمكنه تصور سرعة البناء المتوقعة للمنتج.
  7. تعرّض كثيراً لسماع شكاوي العملاء والأخطاء وإصلاحها.
  8. التخصص بإدارة المنتج التقنية ستكون أسهل لو كنت شخص تقني محترف.

نقاط الضعف:

وهي نقاط متوقعة وليست نقاط أكيدة:

  1. يفتقر للخبرة في التخطيط التسويقي والمبيعات والمالية.
  2. لم يتمرّس مسبقاً على قيادة جلسات العصف الذهني.
  3. لم يختلط كثيراً مع العملاء وجهاً لوجه ربما.
  4. لم يعتاد على الصبر في الحوار لأنه شخص منطقي جداً وليس سياسي (وخاصة المبرمج).
  5. التواصل البشري ضعيف وأغلب وقته أمام الشاشات السوداء (المبرمج).
  6. يقيس الأمور بمنطقية صارمة جداً (وخاصة المبرمج).
  7. ينظر للأمور من ناحية تقنية وفنية وليس تسويقية أو مالية.
  8. لا يهمه أهداف الشركة وتحدياتها بقدر ما يهمه المنتج المثالي تقنياً أو تصميمياً.

تحديات التحول لمدير المنتج:

يمكنني تلخيص التحديات للمبرمج والمصمم على الشكل التالي:

  1. تخصيص وقت للتعلم بما لا يقل عن ساعة يومياً.
  2. التعود على القراءة لنهل العلم من الكتب أو المقالات ذات الصلة.
  3. تكوين الخبرة من الصفر من جديد بعدما حصل على خبرة سابقة في المنصب السابق.
  4. تغيير الوصف الوظيفي وتحديث شبكة العلاقات حول ذلك.
  5. إيجاد فرصة عمل براتب مماثل للأعمال السابقة رغم أنه في أول الطريق في التخصص الجديد.
  6. دخول مجتمعات جديدة مهتمة بإدارة المنتج.
  7. الإنفتاح لتعلم أمور ليست تقنية أو تصميمية ولها علاقة بإدارة الأعمال وإدارة المنتج قد يكون أمراً مملاً للمبرمج أو المصمم.
  8. أمور أخرى قد يواجهها قد تتعلق بما سبق.

خطة الإنتقال لتخصص إدارة المنتج:

الخطة تنقسيم لـ 3 أقسام هي:

  1.  القسم المعرفي: أي اكتساب المعرفة.
  2. القسم التجريبي: أي اكتساب التجربة.
  3. القسم التسويقي: أي التسويق لنفسك على أنك أصبحت مدير منتج.

1- القسم المعرفي:

وأنصح باتباع دورات أون لاين حول أساسيات إدارة المنتج وهي على الشكل التالي:

  1. كيف تصبح مدير منتج وتحصل على عمل من هنا.
  2. إدارة المنتج الرقمي في الشركة الناشئة من هنا.
  3. دورة تخصص إدارة المنتجات الرقمية من هنا.

أما الكتب فأنصح بالكتب التالية:

  1. كتاب الإدارة اللينة The Lean Startup.
  2. كتاب ريادة الأعمال الملتزمة Disciplined entrepreneurship.
  3. كتاب إدارة الاعمال الشخصية The Personal MBA.

أما المدونات فأنص بالمدونات التالي:

  1. مدونة مدرسة المنتج Product School.
  2. مدونة Product Plan.
  3. مدونة Atlassian.
  4. ومدونتي الشخصية أيضاً.

أخيراً لا تنسى أن قراءتك للمزيد من المصادر أمر جيد جداً لكن أنا اختصرت لك أهم المصادر ولا أنتقص من أهمية أي مصدر آخر.

2- القسم التجريبي:

والخطوات على الشكل التالي:

  1. البدأ بالنقاش حول المهام وما فائدتها العائدة للعميل.
  2. البدأ بطرح الإقتراحات حول تحسينات أفضل تصب في مصلحة العميل.
  3. البدأ بالحوار قبل رفض أو قبول التعديلات وفهم إنعكاسها على العملاء.
  4. البحث عن مشاكل العميل بسؤال قسم دعم العملاء.
  5. الجلوس أكثر مع مدير المنتج لو وجد داخل الشركة.
  6. الإطّلاع على الملفات الخاصة بالمنتج وكيف تم كتابتها.
  7. العمل بدوام جزئي مع أحد الأصدقاء على بناء مشروعه أو شركته الجديدة.
  8. أخذ المبادرة دوماً لو أتيحت الفرصة لعمل دراسة ما أو تحليل ما.
  9. السؤال عن أهداف الشركة السنوية والنصف والربع سنوية والشهرية.
  10. تطبيق ما يتم تعلمه عن طريق طرحه كمقترحات للتحسين داخل الشركة لو تسنى ذلك.
  11. إقناع المسؤول في المستوى الأعلى داخل الشركة عن النية في الإنخراط أكثر في التخطيط للمنتج.
  12. البحث عن فرصة متاحة لأخذ بعض مهام مدير منتج داخل الشركة إلى جانب عملك الحالي لو تسنى الأمر.

قد لا تتمكن من تطبيق كل هذه الخطوات, وقد تكون في بيئة غير مثالية تسودها التنافس والمشاحنة أو عدم الإنفتاح, وهنا إما أن تدخل بذكاء لتطبيق ما تريد أو تغير مكان العمل لمكان أفضل.

3- القسم التسويقي:

لنقوم بسرد الخطوات تباعاً:

  1. إضافة كل ما تتعلمه من مهارات ودورات إلى سيرتك الذاتية على مواقع التوظيف وموقع الـ LinkedIn.
  2. كتابة منشورات دورية حول المواضيع التي تتعلمها.
  3. مشاركة آراءك او أسئلتك مع أشخاص مهتمون بإدارة المنتج على السوشال ميديا.
  4. بدء الحديث مع أصدقاءك عن خطواتك التي تعمل عليها وكيف أنك تغير تخصصك رويداً رويداً.
  5. مشاركة الإنجازات لو تمكنت.
  6. الدخلول للمجتمعات والمجموعات والمؤتمرات ذات الصلة.
  7. تغيير الوصف الوظيفي عندما نفسك جاهز لذلك.
  8. التقدم لوظيفة مدير منتج عندما تجد الفرصة المناسبة.

خلاصة مهمة:

الأمر يحتاج صبر وعمل متقن وتعلم وممارسة وإلتزام كبير جداً.

ما سردته لك يعتبر إستأناس لكيفية العمل لا أكثر ولا ينطبق على الجميع, يمكنك الخروج عن النص والتعديل بما تراه مناسب لحالتك وظروفك والفرص من حولك.

التعليقات معطلة.