بماذا تختلف دراسة الجدوى للمنتج المبتكر عن غيرها؟

بماذا تختلف دراسة الجدوى للمنتج المبتكر عن غيرها؟


الكل أعداء الفكرة الإبداعية ما عدى صاحب الفكرة فهو يعشق فكرته, ولا سبيل إلى كسب صداقة الكل من مستثمرين وشركاء وغيرهم بدون دراسة جدوى مقنعة ولكن المنتج المبتكر يختلف اختلافاً واضحاً عن المشاريع التقليدية.

المحتوى:

  1. فخ كبير في دراسة الجدوى.
  2. الهدف من دراسة الجدوى.
  3. ماهي دراسة الجدوى.
  4. عن أي منتج نتحدث.
  5. الدقة في دراسة الجدوى.
  6. التحدي في المنتج المبتكر.
  7. خطوات إضافية في المنتج المبتكر.
  8. خلاصة مهمة.

فخ كبير في دراسة الجدوى:

الكثيرون يضعون دراسة جدوى لكي تجيب على سؤال غريب وهو: كيف سأجعل من فكرتي منتجاً مجدياً!!

في حين أنه يمكن أن لا يكون مجدي ولا طائل من خداع أنفسنا أصلاً.

السؤال الصحيح هو: هل فكرتي يمكن أن تتحول لمنتج مجدي أم لا.

والجدوى هو أمر نسبي من شخص لآخر من ناحية طبيعة الجدوى ومستواها, فيمكن أن تكون الجدوى أرباح, أبحاث أو شراكات وهلم جر.

ولكن أغلب المشاريع تقام لتحصيل الأرباح والتي بدورها قد تأتي من المبيعات أو التخارج أو ربما بيع الكود المصدر للمنتج وهلم جر.

الهدف من دراسة الجدوى:

الهدف عموماً يختلف عن المخرجات, فالمخرجات تكون حزمة معطيات سنحصل عليها من دراسة الجدوى حول السوق والعملاء والتقنيات والميزانية وغيرها.

أما الهدف الأسمى لدراسة الجدوى هو الإجابة على السؤال: هل نبني المنتج ونطلقه أم لا؟؟

بمعنى آخر, لو كنا في منتصف الطريق لتحضير دراسة الجدوى وظهرت الإجابة ب “لا” هنا نتوقف ونكون وصلنا للهدف ونُعرِض عن بناء المنتج بكل بساطة لأنه غير مجدي.

ماهي دراسة الجدوى:

هي دراسة تحليلة ذات تفصيل متفاوت بحسب الحاجة. بحيث تتناول جميع الجوانب الحاسمة للمشروع أو المنتج المقترح من أجل تحديد احتمالية نجاحه.

وتتضمن على سبيل المثال وليس الحصر:

  1. وصف المنتج والخدمة.
  2. الجدوى التقنية.
  3. الجدوى المالية.
  4. الجدوى في السوق والعملاء.
  5. الجدوى التشغيلية.
  6. الخطة الزمنية.
  7. الموارد البشرية.
  8. أقسام ملحقة أخرى.

عن أي منتج نتحدث:

نتحدث عن منتج رقمي جديد مثل تطبيق موبايل أو منصة ويب يقدم جلولاً جديدة مبتكرة ونحاول إدخاله لأسواق جديدة.

أما الحلول المكررة في أسواق ناضجة ومستهلكة لهذه الحلول مسبقاً فأيضاً تحتاج دراسة جدوى ولكنها مختلفة بنقطة جوهرية وهي الإبتكار.

الإبتكار وصناعة شيئ لم يعتد الناس عليه بعد وحل مشكلة لم تحل بهذه الطريقة المختلفة بعد يعد نقطة تحدي في دراسة الجدوى.

الدقة في دراسة الجدوى:

هنالك عدة مستويات في الدقة والغرض من دراسة الجدوى وهي عموماً:

  1. التقييم الإقتصادي الأولي Preliminary Economic Assessment (PEA):
    ونهدف من هذه الدراسة أخذ فكرة أولية سريعة عن الجدوى الإقتصادية للفكرة والمنتج ولكن  الدقة قليلة للغاية.
  2. دراسة الجدوى الأولية Pre-feasibility studies:
    ونقصد بها دراسة جدوى متكاملة الأركان ولكننا لن نصرف الوقت الكثير في التاكد من القيم والأرقام وسنأخذ الكثير من الأمور والأرقام من وحي الخبرة والحدس.
  3. دراسة الجدوى النهائية – القابلة للتمويل Definitive Feasibility studies / Bankable feasibility studies:
    وهي دراسة تفصيلية واضحة وتعكس الميدان والأسواق والعملاء والمنافسين والتكاليف وكل الأقسام الاخرى بدقة ممتازة.
    هذه خطة دراسة ممتازة لكي يتم اهتمادها في الحصول على تمويل أو إطلاق المشروع والتخطيط له وتمويله.

التحدي في المنتج المبتكر:

تتشابه في الإطار العام دراسة الجدى الخاصة بأي مشروع تجاري مع دراسة الجدوى للمنتج المبتكر.

الإختلاف الجوهري يكمن في ضبابية كبيرة تحيط بالمنتج المبتكر المبني على الإبتكار والأفكار الريادية وهذا يؤدي إلى:

  1. صعوبة في تعريف السوق وفهمه وحجمه.
  2. حساب التكلفة لمنتج غير واضح المعالم.
  3. حساب العوائد لمشروع مغامر.

خطوات إضافية في المنتج المبتكر:

كما أسلفنا فإن المنتج المبتكر ليس عمل تجاري تقليدي واضح المعالم, ولذلك يلزمن خطوات إضافية قبل دراسة الجدوى وهي:

  1. اسم للمنتج Product name:
    لجعل الدراسة سهلة المشاركة مع الآخرين, نعطي اسم سريع ومختصر للمنتج الجديد, مثلاً نقول:
    نرغب ببناء منصة ذكية للعقارات السكنية, يمكن ان نسميها: عقارات-ذكية.
  2. المشكلة أو الإحتياج The problem:
    يتم كتابة وصف دقيق عن المشكلة أو الإحتياج قبل البدأ بدراسة الجدوى, فمثلاً يمكن أن نقول:
    شراء العقار يحتاج مجموعة معايير صارمة تختلف من عائلة إلى أخرى والبحث عن عقار سكني يحقق أغلب هذه المعايير يعتبر مهمة متعبة.
  3. الحل The solution:
    ماذا ننوي أن نبني وكيف ذلك سيحل المشكلة أو يسد الإحتياج.
    مثال:
    سنبني منصة رقمية ذكية قادرة على فهم أفراد العائلة بشكل تحليلي عميق وتقديم أفضل العقارات المناسبة من حيث المواصفات والسعر والمكان الجغرافي.
    تعمل هذه المنصة على جمع معلومات عن أفراد العائلة ككل من خلال ربط حساباتهم الجيميل لقراءة كافة معلوماتهم الشخصية وتحركاتهم.
    كما ترتبط المنصة بمنصات البيع العقاري وترتبط بخرائط غوغل وهلم جر.
  4. القيمة المقدمة The proposed Value:
    ما هو الشيئ الذي سنقدمه للعميل كقيمة, ربما توفير في الوقت أو المال, أو رفع زيادة في راحة وجودة الحياة.
  5. الإختبارات:
    وهنا نجري مجموعة إختبارات مختلفة مثل لقاءات مباشرة مع عملاء محتملين أو إطلاق صفحات هبوط مع حملات تسويقية او أي نشاط آخر نراه مناسب بهدف الإختبار وقياس مدى اهتمام العملاء المحتملين بمنتجنا وفكرتنا الجديدة.
  6. ملامح السوق:
    من خلال الإختبارات السابقة سنجد من هم عملاءنا المهتمون وما هي مواصفاتهم وما هي الأسواق الأفضل لكي ننطلق فيها.
  7. ملامح الـMVP:
    أي تحديد الميزات المزمع تطوريرها وطرحها في الإصدار الأول بعد أن قرأنا نتائج الإختبارات السابقة.
  8. الميزانية المتوفرة:
    بعد أن فهمنا ملامح الإصدار الأولي للمنتج, وتبين مدى التعقديات التي ربما ستواجهنا مبدئياً, يمكننا حينها تحديد ميزانية أولية يمكن تعديلها لاحقا ولكن نحتاجها لكي نبني الدراسة عليها.

بعد هذه الخطوات السابقة يمككنا تحضير دراسة جدوى ممتازة بسبب معرفتنا لما هو المنتج وما قيمته ومن هو العميل وما هو السوق المستهدف بشكل أولي.

خلاصة مهمة:

تنفيذ الخطوات السابقة هي أوفر من تنفيذ دراسة الجدوى, لذلك لو تبين فشل الأفكار فستكون الضريبة صغيرة ولكن في دراسات الجدوى لو تبين فشل المشروع فسنكون قد أنفقنا المال على أفكار لم تنضج ولو قليلاً.

يجب أن لا نقفز فوراً للقيام بدراسة جدوى للفكرة التي في ذهننا قبل أن نختبرها قليلاً ونحتك قليلاً من السوق لأننا قد نرمي الدراسة في سلة المهملات ونعيدها مراراً وتكراراً دون الوصول للشيئ المطلوب.

وكلما كان الغموض أقل حول المنتج الجديد, كلما كانت دراسة الجدوى قريبة من الواقع.

التعليقات معطلة.